Take a fresh look at your lifestyle.

أباعلي المجاهد يرثي..رحيل صديق العمر المرحوم بإذنه تعالى سيدي الشاوي..

0

[وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون {البقرة: 156 ـ 157}]

لا خيرَ أخير من بدأ رثاء عزيز سوى بالبدأ بقولٍ لله عز وجل، فذاك حسبي وذاك عزائي في وفاة عزيز وغالٍ، هو صديقي وأخي ورفيق العمر والدرب سيدي الشاوي، فوالله ما عرفت هكذا وجع قلب سوى ما عايشته يوم رحيل الغالية أمي رحمة الله عليها قبل سنوات قليلة، فرحيل هذا الرجل الشهم ترك ندبة لا يُبرؤها سوى الاحتساب لله عز وجل والرضى بقضائه وقدره.

رحلت يا صديقي، ويا رفيق كفاح الدراسة، يوم كنت معنا وكنا معك، نحن القادمون من الصحراء نحو أسوار العاصمة الرباط، فاكتسبنا أبجديات المعرفة والعلم، ومكابدة مطبات الحياة معا، لمدة تقترب من الثلاثة عقود، بحلوها ومرها، وببهجتها وبغبنها، ولكنك اخترت، بل الأصح اختار الله العزيز الحكيم أن يرفقك بعليته، فهو أخير لك من دار الدنيا وندائه الذي لا راد له، أرحم لك من كل مشاعرنا يا سيدي الغالي.

كنت رجلا من رجالات الصحراء الأكابر، شهما مثقفا نبيلا، وبروح أبيّة نبيلة كما حال أجداك الأشارف، وكنت خير ونيس لأصاحبك، وأبرر البررة لذويك وأسرتك، وما كان فيك سوى ما يجعلنا نفتخر ونرفع رؤوسنا به وبصاحبه، يا صديقنا الصدوق.

رحلت يا سيدي، وتركت في قلبي فجوة فارغة لن يملأها سوى الدعاء لك بالرحمة والمغفرة، واستحضار ذكراك الطيبة التي ستفوح كعطر يستحوذ على كل مجمَع يأتي بسيرك وخصالك يا سيدي.

لا تخف، والله الذي لا إله له، سنحفظ عهد صحبتك في كل مجامع الرفاق، وجلسات الخلاّن، وقبل كل هذا، فلك نصيب ثابت يا الغالي في صلواتنا وتبتلاتنا لله عز وجل، دعاء أبيض صادق من شغاف القلب القصوى، فعسى الله أن يغسل به روحك الطاهرة وأن يرفقك المقام الرفيع مع الصديقين والشهداء والأبرار، ولا نقول سوى ما يرضي ربنا وإنا لله وإنا إليه راجعون.

أباعلي المجاهد

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.