بيتر فام في طريقه لقيادة السياسة الأمريكية في أفريقيا.. مؤيد قوي للمغرب قد يغير مسار قضية الصحراء
رضوان مشكات
برز اسم بيتر فام كمرشح قوي لمنصب مساعد وزير الخارجية الأمريكي لشؤون أفريقيا، وهو منصب محوري في تنفيذ السياسة الخارجية الأمريكية في القارة السمراء، يأتي هذا الترشيح بعد تعيين ماركو روبيو، ليضيف بعدا جديدا للموقف الأمريكي تجاه قضية الصحراء المغربية.
يتمتع فام بخلفية دبلوماسية عميقة في المنطقة، حيث سبق أن شغل منصب المبعوث الخاص للولايات المتحدة إلى منطقة الساحل والبحيرات الكبرى خلال الولاية السابقة للرئيس دونالد ترامب، وتتجلى علاقته الوطيدة بالمغرب من خلال صداقته الممتدة مع سفير المغرب في واشنطن، يوسف عمراني، وظهوره المتكرر على قناة ميدي1 tv.
وما يميز فام بشكل خاص هو موقفه الواضح والمدروس من قضية الصحراء المغربية، الذي عبر عنه قبل خمسة عشر عاما في مقال بحثي نشره في مجلة الشرق الأوسط وأفريقيا، حيث حذر من مخاطر استمرار النزاع في حالته المجمدة، ورفض فكرة استقلال المنطقة التي تدعو إليها جبهة البوليساريو الانفصالية، معتبرا أن مثل هذا السيناريو سيقود حتما إلى كارثة إنسانية وأمنية.
وفي تحليله العميق للوضع، وصف فام السيناريو المحتمل لدولة مستقلة في الصحراء بأنه سيخلق “موريتانيا مصغرة” تشكل مصدرا لعدم الاستقرار في المنطقة، أو ما يمكن اعتباره “صومالا على ساحل المحيط الأطلسي في شمال أفريقيا”، وشدد على أن الصحراء بدون المغرب ستكون مجرد أرض قاحلة، في إشارة واضحة إلى أهمية الدور المغربي في تنمية المنطقة.
ومؤخرا، رحب فام في واشنطن بالموقف الفرنسي الداعم للمغرب في قضية الصحراء، مما يعكس استمرار دعمه لموقف المملكة وخطة الحكم الذاتي، ويرى مراقبون أن تعيين شخصية بهذه الخلفية والرؤية في منصب مساعد وزير الخارجية لشؤون أفريقيا قد يسهم بشكل كبير في دفع الحل السياسي لقضية الصحراء المغربية نحو الأمام، خاصة في ظل التحولات الإقليمية والدولية الراهنة.
 
						 
			