بقلم الصحفي: عالي لكبش
وداعا للصوت الشجي، وداعا للمنطوق الرزين، ووداعا للسان الرصين.
احمد الهيبة الشيخ ماء العينين، إسم جامع لكل مظاهر البذل والعطاء والإخلاص، من كان متيما بالميكروفون، مولعا بإطلالات معطاءة دون قيود، عاشقا لسرد قصصي بلا حدود.
مسارات الراحل دونها بألق حضوريا، مذيعا منشطا منتجا معدا ومسؤولا، بدءا من عالم الصورة التلفزية كاحد صناع مجد التلفزة بالطرفاية، قبل اثيرها الاخاذ في العام 1974م وهو من صناع الالق الأثيري.
احمد الهيبة واحد من اعمدة الصحافة والإعلام السمعي البصري الجهوي، ممن وضعوا بذور مواكبة الإعلام العمومي لقضية الصحراء المغربية، نافح بقلبه قبل قلمه وصوته عبر إذاعة صوت التحرير والوحدة من إقليم الطرفاية، كاتبا رفقة جيل من الأسماء لقصاىد وطنية إعلامية معطاءة مدافعة عن موطن الاجداد والاحفاد.
ابن الطرفاية، وسليل عاىلة العلم والجهاد واصل عطاء الحضور ضمن نخبة من الإعلاميين المغاربة وراء لاقط الصوت من عيون الساقية الحمراء عبر إذاعة العيون بعد استرجاع منطقة الساقية الحمراء إلى موطنها الأصل في العام 1975م، فربط اوصال الود والمحبة مع مستمعيه حتى سار إسمه محفوظا في الأذهان ليروى على اللسان داخل الفضاء الحساني، سيما والراحل وهب حياته المهنية لخدمة إعلام القرب، وكان مرجعا ضروريا عند تناول تاريخ وثرات الصحراء المغربية في مختلف مراحله.
ظل مقام الراحل وفيا للعطاء دون كلل او ملل، مؤمنا برسالته الإعلامية، باذخا في تناولاته للثقافة والادب، جامعا لادوار مهنية شتى، فحتى المسؤولية تقلدها وهو يقود إذاعة الداخلة الجهوية كرئيس لها إداريا، ابا نصوحا إنسانيا، واستاذا مكونا مهنيا وفق طواقم الإذاعة ممن واكبوا الراحل لفترات عملية خلال مقام الاعوام خلف مقود الإذاعة.
برز الراحل بشكل واضح من خلال برامجه الاذاعية الكثيرة، منهاجها التجديد والإبتكار، فكان صحفيا شاملا جمع بين الأخبار وإعداد البرامج وتنشيطها بصوته الإستناء المركون في دواخل المستمعين بالحب داخل فضاء الصحراء.
سيرة طويلة بطول فصول العطاء تعد مرجعا لرجل جمع بين المهنية والانسانية، وبين الوفاء والعطاء…
إنا لله وإنا إليه راجعون.
تعازينا الحارة للزميل “الشيخ ابوبكر ماء العينين” نجل الراحل رحمه الله ومن خلاله للعاىلة الكريمة، سائلين العلي القدير بان يتغمد الفقيد بواسع رحمته، وان يلهم ذويه الصبر والسلوان وإنا لله وإنا إليه راجعون.