العيون تفتح ورش التشغيل من جديد… مطالب محلية تتصدر اللقاء التشاوري وتوصيات تبحث عن تفعيل
شهدت المدرسة العليا للتكنولوجيا بالعيون، صباح اليوم، انعقاد لقاء تشاوري للجنة الموضوعاتية المكلفة بالتشغيل، في إطار بلورة برنامج التنمية الترابية المندمج لإقليم العيون، وقد عرف اللقاء حضور مدير المركز الجهوي للاستثمار إلى جانب عدد من الفاعلين الاقتصاديين والاجتماعيين ومقاولين شباب.
وكشف المشاركون عن جملة من التحديات التي تعرقل تطوير سوق الشغل على المستوى المحلي، مؤكدين أن إدماج الكفاءات الشابة من أبناء المنطقة في المشاريع الكبرى يشكل رافعة أساسية لتحقيق تنمية اقتصادية فعلية وشدد المتدخلون على ضرورة الحد من ظاهرة استقدام اليد العاملة من خارج الإقليم، التي تزيد من حدة البطالة وتضعف الثقة في برامج التأهيل وفرص التشغيل المتاحة للشباب الصحراوي.
كما أثار المتدخلون استياءهم من تنظيم مباريات توظيف مرتبطة بمناصب داخل العيون لكنها تُجرى خارج الجهة، معتبرين ذلك مساهمًا في إقصاء الكفاءات المحلية وتقويض مبدأ تكافؤ الفرص.
وفي سياق متصل، طرح مقاولون شباب صعوبات تعترض ولوجهم لبرامج دعم وتمويل المشاريع، بدءًا من تعقيد المساطر الإدارية وصولًا إلى صرامة شروط بعض البرامج ورفض بعض الوكالات البنكية لملفاتهم رغم استيفائها للمعايير القانونية.
كما لفت المشاركون الانتباه إلى غياب الأثر الاقتصادي الحقيقي للمشاريع الكبرى المستفيدة من الامتيازات، خاصة في القطاع البحري، إذ تظل مدينة المرسى مثالًا حيًا لاقتصاد موسمي ينتعش مع الصيد ويتراجع بتوقفه، ما يبرز الحاجة إلى نموذج اقتصادي متوازن يضمن استدامة فرص الشغل على مدار السنة.
وفي ما يتعلق بملف السكن، دعا المتدخلون إلى منح الأولوية لأبناء الإقليم في الاستفادة من البقع التجارية والسكنية، معتبرين أن منحها لشركات خارجية يحرم السوق المحلية من فرص خلق مشاريع صغيرة ومتوسطة قادرة على تنشيط الدورة الاقتصادية الداخلية.
واختُتم اللقاء بتجميع عدد من التوصيات التي ستؤول إلى مراحل إعداد برنامج التنمية الترابية المندمج، مع التأكيد على إدراج مقترحات المشاركين في الرؤية الجديدة لقطاع التشغيل، بما يضمن تمكين الشباب المحلي وتعزيز موقعه داخل النسيج الاقتصادي للإقليم.
