احتضنت مدينة العيون، يوم الجمعة 14 نونبر 2025، فعاليات النسخة الأولى من مبادرة “قرية داء السكري”، التي نظمتها الجمعية المغربية لداء السكري بشراكة مع ولاية جهة العيون الساقية الحمراء وشركة نوفو نورديسك، وذلك في إطار تخليد اليوم العالمي لداء السكري، بحضور والي الجهة عبد السلام بكرات.
وتأتي هذه التظاهرة الصحية في سياق دينامية تنموية وحيوية اجتماعية تشهدها الأقاليم الجنوبية، مما يمنحها بعداً صحياً ومجتمعياً متكاملاً، غايته تعزيز الوقاية والتوعية وكشف المرض في مراحل مبكرة.
وتم تنظيم هذا الحدث تحت شعار: “معاً من أجل حياة أفضل للمصاب بداء السكري”، بهدف تقريب خدمات التتبع والكشف والتثقيف الصحي من الساكنة المحلية، لاسيما في ظل الارتفاع المتزايد لعدد المصابين بهذا المرض المزمن بالمغرب.
وبحسب معطيات وزارة الصحة والحماية الاجتماعية، فإن عدد المصابين بالسكري يناهز 2.6 مليون شخص، أغلبهم من المصابين بالنوع الثاني، مع ما يرافقه من مخاطر ومضاعفات صحية خطيرة إذا لم يتم التشخيص والعلاج في الوقت المناسب.
وشهد برنامج “قرية داء السكري” تقديم باقة من الخدمات الطبية والتوعوية طيلة يوم كامل، شملت فحوصات مجانية، وقياس نسبة HbA1c، واستشارات تخصصية، إضافة إلى جلسات دعم نفسي وورشات للتربية العلاجية، بهدف تشجيع المرضى وعائلاتهم على تبني نمط عيش صحي ومتوازن. كما تم تخصيص أنشطة تحسيسية موجهة لغير المصابين من أجل التعريف بعوامل الخطر وطرق الوقاية.
وفي تصريح لها، أكدت الدكتورة صونية أباحو، رئيسة الجمعية المغربية لداء السكري، أن هذه المبادرة تجسد التزام الجمعية بالعمل الميداني وتعزيز خدمات القرب، معتبرة أن مواجهة هذا المرض تتطلب انخراطاً جماعياً لمختلف الفاعلين الصحيين والمؤسسات.
ومن جهتها، أبرزت الأستاذة يسرى غنيمي، رئيسة مصلحة الغدد والسكري بالمركز الاستشفائي الجامعي بالعيون، أهمية جمع مختلف الخدمات الصحية في فضاء واحد، معتبرة أن ذلك يتيح الفرصة للمواطنين للكشف المبكر والتشخيص الفعّال، مما يسهم في الحد من المضاعفات الصحية الخطيرة التي غالباً ما يتم اكتشافها في مراحل متقدمة.
وتشكل النسخة الأولى من “قرية داء السكري” خطوة جديدة على درب تعزيز الوعي الصحي وترسيخ ثقافة الوقاية، عبر جعل مواجهة السكري مسؤولية جماعية وممارسة يومية، سعياً لتحسين جودة حياة المواطنين بمختلف جهات المملكة.
