كشفت مصادر خاصة لـ”الصحراء بلا حفول” أن الجمعية الدولية للجهات الفرنكوفونية قررت تنظيم ملتقى دولي بمدينة العيون خلال الفترة الممتدة من 9 إلى 11 أبريل 2025، وذلك بشراكة استراتيجية مع مجلس جهة العيون الساقية الحمراء، ويأتي هذا الحدث الدولي البارز في إطار تعزيز التعاون بين المؤسسات الجهوية الفرنكوفونية وتبادل الخبرات والتجارب الناجحة في مجال التنمية المستدامة والحكامة الترابية.
وأوضحت المصادر ذاتها أن هذا الملتقى الدولي تم استقطابه إلى مدينة العيون بفضل مبادرة شخصية قام بها السيد سيدي حمدي ولد الرشيد، رئيس مجلس جهة العيون الساقية الحمراء، الذي عمل بشكل حثيث على إقناع قيادات الجمعية الدولية باختيار مدينة العيون كوجهة لتنظيم هذا الحدث الدولي الهام، وتعكس هذه الخطوة الجهود الدبلوماسية المتواصلة التي يبذلها المجلس الجهوي لتعزيز إشعاع المدينة على الصعيد الدولي وترسيخ مكانتها كقطب إقليمي للتنمية والتعاون.
وأفادت المصادر نفسها أنه على هامش هذا الملتقى الدولي، ستعقد الجمعية الدولية للجهات الفرنكوفونية اجتماعاً لمكتبها التنفيذي يوم 10 أبريل 2025 في مدينة العيون، ويأتي هذا الاجتماع في إطار التحضير للجمع العام السنوي العادي للجمعية لعام 2025، المقرر عقده يومي 4 و5 يونيو في مدينة ليون الفرنسية، وسيشكل عقد اجتماع المكتب التنفيذي للجمعية في مدينة العيون اعترافاً دولياً بالمكانة المتنامية للمدينة كمركز إقليمي هام ونقطة التقاء بين مختلف الثقافات والحضارات، كما سيتيح فرصة لإبراز المؤهلات الاقتصادية والثقافية والسياحية التي تزخر بها المنطقة.
وكشفت المصادر ذاتها عن تقدم مجلس جهة العيون الساقية الحمراء بطلب ترشحه لعضوية الجمعية الدولية للجهات الفرنكوفونية، مرجحة قبول هذا الترشح خلال الجمع العام المقبل للجمعية، ويأتي هذا الترشح تتويجاً للأداء المتميز الذي قدمه المجلس الجهوي في مجال التعاون اللامركزي وبناء شراكات استراتيجية مع مختلف الفاعلين الدوليين.
ومن شأن انضمام جهة العيون الساقية الحمراء إلى عضوية هذه الجمعية الدولية المرموقة أن يفتح آفاقاً واسعة للتعاون مع مختلف الجهات الفرنكوفونية حول العالم، ويتيح فرصاً جديدة لتبادل الخبرات والتجارب الناجحة في مجالات التنمية المستدامة والحكامة الرشيدة وتدبير المشاريع التنموية.
وتتمتع الجمعية الدولية للجهات الفرنكوفونية بمكانة متميزة على الساحة الدولية، حيث حصلت على صفة المستشار الخاص لمنظمة الأمم المتحدة، كما تتمتع بوضع مستشار ممنوح للمنظمات الدولية غير الحكومية من طرف المنظمة الدولية للفرنكوفونية، مما يعزز دورها كفاعل دولي في مجال التنمية المستدامة والتعاون اللامركزي، وتضم الجمعية في عضويتها أكثر من 220 جهة فرنكوفونية تمثل أكثر من 28 دولة حول العالم، مما يجعلها منصة دولية هامة للتعاون والشراكة بين مختلف الجهات والأقاليم الناطقة باللغة الفرنسية.
ومن المنتظر أن يشكل الملتقى الدولي المرتقب في مدينة العيون فرصة لبحث سبل تعزيز التعاون بين جهة العيون الساقية الحمراء ومختلف الجهات الفرنكوفونية الأعضاء في الجمعية، وإطلاق مبادرات مشتركة في مجالات التنمية المستدامة والتحول الرقمي والطاقات المتجددة والتكيف مع التغيرات المناخية، كما سيتيح هذا الملتقى للمشاركين فرصة الاطلاع عن قرب على المؤهلات الاقتصادية والثقافية والسياحية التي تزخر بها جهة العيون الساقية الحمراء، والتعرف على المشاريع التنموية الكبرى التي تم إنجازها في المنطقة خلال السنوات الأخيرة في إطار النموذج التنموي للأقاليم الجنوبية للمملكة.
وبحسب مراقبين، فإن استضافة مدينة العيون لهذا الملتقى الدولي تعد خطوة هامة في مسار تعزيز الدبلوماسية الترابية للمملكة المغربية، وترسيخ المكتسبات التي تحققت في ملف الوحدة الترابية، وتأكيد الاعتراف الدولي المتزايد بمغربية الصحراء. ويرتقب أن يشارك في هذا الملتقى الدولي عدد كبير من ممثلي الجهات والأقاليم الفرنكوفونية من مختلف دول العالم، إضافة إلى خبراء وباحثين متخصصين في مجالات التنمية المستدامة والحكامة الترابية والتعاون اللامركزي، مما سيجعل من مدينة العيون لأيام قليلة، عاصمة الفرنكوفونية الجهوية ومنصة للحوار والتبادل بين مختلف الفاعلين الجهويين من الفضاء الفرنكوفوني.
