شهد المؤتمر الوزاري الأول لمنتدى الشراكة بين روسيا وإفريقيا الذي انعقد اليوم الأحد في مدينة سوتشي الروسية غياباً لافتاً لجبهة البوليساريو الانفصالية، في موقف يعكس تمسك موسكو بمبدأ عدم الاعتراف بالكيانات التي لا تحظى بعضوية في الأمم المتحدة، ويشكل هذا الاستبعاد ضربة دبلوماسية جديدة للجبهة الانفصالية وداعمتها الجزائر، رغم العلاقات التاريخية المتميزة التي تربط موسكو بالجزائر كحليف استراتيجي ومزود رئيسي للسلاح.
وخلال المؤتمر، ألقى وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة كلمة أكد فيها على ضرورة احترام سيادة ووحدة الدول الإفريقية، مشدداً على أن القارة قادرة على تدبير شؤونها دون وصاية خارجية، كما استعرض المبادرات المغربية الرامية لتعزيز التعاون الإفريقي، بما فيها مسلسل الرباط للدول الإفريقية الأطلسية ومشروع خط أنبوب الغاز النيجيري-المغربي.
ويرى مراقبون أن الموقف الروسي يعكس تحولاً تدريجياً نحو الحياد الإيجابي في قضية الصحراء، خاصة مع تنامي العلاقات الاقتصادية والتجارية بين المغرب وروسيا في السنوات الأخيرة، وأكد بوريطة استعداد المغرب للعمل مع روسيا لتعزيز الشراكة مع إفريقيا، مع التركيز على أولويات القارة في مجالات الأمن الغذائي والطاقة.
ويعتبر هذا الاستبعاد مؤشراً واضحاً على تزايد العزلة الدبلوماسية للبوليساريو وفشل المساعي الجزائرية في فرض الكيان الانفصالي على المجتمع الدولي، حتى لدى حلفائها التقليديين، مما يؤكد صوابية الموقف المغربي الداعي لحل واقعي وعملي للنزاع الإقليمي حول الصحراء المغربية