تعيش العلاقات المغربية–الكينية مرحلة جديدة عنوانها الفعل والواقعية، حيث جاءت زيارة الوفد الكيني إلى مدينة العيون لتعكس إرادة مشتركة في تعزيز التعاون الاقتصادي والمؤسساتي بين البلدين، هذه الزيارة التي تلت مشاركة الوفد في أسبوع الترويج الاقتصادي، تؤكد أن الرباط ونيروبي تتجهان نحو توسيع شراكتهما على أساس مصالح متبادلة ورؤية استراتيجية واضحة.
هذا الحراك الدبلوماسي يعكس نجاح النموذج المغربي في ترسيخ دبلوماسية قائمة على النتائج، بقيادة جلالة الملك محمد السادس حفظه الله، فالمغرب لم يكتف بوضع رؤية تنموية للأقاليم الجنوبية، بل حول العيون إلى منصة حقيقية للاستثمار الإفريقي في مجالات الطاقات المتجددة، الاقتصاد الأزرق، واللوجستيك وهو ما جعل المدينة اليوم وجهة طبيعية لجذب شراكات إفريقية واعدة، على رأسها التعاون مع كينيا.
إن اختيار العيون محطة رئيسية في برنامج الوفد الكيني يؤكد إدراك نيروبي للتحولات التي تشهدها جهة العيون الساقية الحمراء، ولجدية العرض المغربي في بناء تعاون اقتصادي فعّال هذه الشراكة ليست مجرد إعلان نوايا، بل خطوة نحو بناء تحالف إفريقي جديد، يربط بين موقع المغرب الأطلسي ومحورية كينيا شرق إفريقيا، ويضع التنمية المشتركة في صلب مشروع تكاملي يعود بالنفع على القارة بأكملها.
