مبادرة يقودها رئيس جهة العيون الساقية الحمراء لتنظيم مباراة ودية للمنتخب الوطني المغربي بالعيون

تتوالى الدعوات من مختلف الأوساط الرياضية في الأقاليم الجنوبية للمملكة من أجل تنظيم مباراة ودية للمنتخب الوطني المغربي بمدينة العيون، وذلك ضمن مبادرة يقودها سيدي حمدي ولد الرشيد، رئيس جهة العيون الساقية الحمراء ورئيس لجنة تصريف الأعمال لنادي شباب المسيرة الرياضي، وقد تم طرح هذا المقترح خلال الجمع العام للعصبة الوطنية لكرة القدم الاحترافية برئاسة عبد السلام بلقشور، وأيضًا خلال الجمع العام السنوي العادي للجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، الذي ترأسه فوزي لقجع.

ولقي هذا المقترح إشادة واسعة من الفاعلين الرياضيين، الذين أكدوا أن الإنجازات الكبيرة التي حققتها كرة القدم الوطنية جاءت بفضل الدعم والاهتمام الكبير الذي يوليه صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله لهذا القطاع، واستغل ولد الرشيد هذا الزخم ليطرح فكرته أمام رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، فوزي لقجع والناخب الوطني وليد الركراكي، اللذين يحظيان بتقدير كبير على المستويين القاري والدولي، خاصة بعد انتخاب لقجع عضوًا في مجلسي الاتحاد الدولي لكرة القدم (FIFA) والاتحاد الإفريقي لكرة القدم (CAF).

يرى العديد من المتابعين أن تنظيم هذه المباراة ضد أحد المنتخبات التي تمتلك قنصلية عامة في العيون سيكون له تأثير إيجابي على عدة مستويات، فمن جهة يشكل الحدث دعمًا للموقف المغربي بخصوص قضية الصحراء، خاصة في ظل تواجد العديد من القنصليات الإفريقية والعربية بالمدينة، ومن جهة أخرى ستعزز هذه المباراة العلاقة بين الجمهور الرياضي في الأقاليم الجنوبية والمنتخب الوطني، خاصة بعد الأجواء الاحتفالية التي شهدتها هذه المناطق عقب تألق “أسود الأطلس” في مونديال قطر 2022.

ويمتلك ملعب الشيخ محمد الأغظف بمدينة العيون كافة المقومات التي تخوله لاستضافة مباراة دولية بمعايير عالية، وأكد محمد لشگر، رئيس نادي شباب الساقية الحمراء لكرة القدم هواة، أن الجماهير الرياضية في الأقاليم الجنوبية تنتظر هذه الفرصة منذ فترة طويلة، مضيفًا أن “البنية التحتية الرياضية في العيون تضاهي تلك الموجودة في كبريات المدن المغربية، والجماهير الصحراوية تعشق كرة القدم وتستحق رؤية المنتخب الوطني عن قرب”.

من جانبه، أكد الصحفي الرياضي محمد ماءالعينين أن الرياضة كانت دائمًا وسيلة فعالة للدبلوماسية، مشيرًا إلى أن “تنظيم مباراة ودية للمنتخب المغربي في العيون يحمل دلالات سياسية ورياضية كبرى، كما أن العيون لم تعد مجرد مدينة رياضية، بل أصبحت مركزًا مهمًا للأنشطة الرياضية الوطنية والدولية”.

بدوره، شدد أحمدناه بيه رئيس جمعية شباب جنوب بوجدور وعضو مجلس جهة العيون الساقية الحمراء، على أن المنتخب المغربي يمثل رمزًا لوحدة جميع المغاربة، مضيفًا: “لطالما كانت ساكنة الأقاليم الجنوبية في مقدمة الداعمين لأسود الأطلس، واليوم نطالب بأن نحظى بفرصة مشاهدة المنتخب يلعب على أرضنا”. كما أشار إلى أن العيون تتوفر على كافة الإمكانيات اللوجستية، من ملاعب وفنادق ومرافق رياضية، التي تمكنها من احتضان هذا الحدث الرياضي الكبير.

تحظى هذه المبادرة بدعم كبير من الفاعلين الرياضيين والجمعويين، الذين يأملون في تجاوب الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم مع هذا المطلب، فتنظيم مباراة ودية للمنتخب المغربي في العيون لن يكون مجرد حدث رياضي، بل سيحمل رسائل دبلوماسية قوية، تعزز مكانة المدينة على المستويين الوطني والدولي، وتؤكد أن الرياضة أداة فعالة لدعم الوحدة الترابية للمملكة المغربية.