Take a fresh look at your lifestyle.

زيارة ديميستورا للصحراء.. اختبار لـ”بوليساريو الداخل”

0

قال محمد سالم عبد الفتاح، رئيس المرصد الصحراوي للإعلام وحقوق الإنسان : ما شكل حدث تأمين معبر الكركرات وإعلان البوليساريو عن تنصلها من اتفاق وقف إطلاق النار في نونبر 2020، فرصة لاختبار قدرات البوليساريو العسكرية بعد عقود من التهديدات المستمرة بالعودة للحرب، ليتمخض جمل بياناتها الحربية عن هزائم وانتكاسات فادحة تكبدها الجبهة الإنفصالية نفسها.

فكذلك شكلت زيارة المبعوث الأممي ستيفان ديميستورا الأخيرة إلى الصحراء، فرصة للوقوف على قدرات الجبهة الإنفصالية على التعبئة والتأطير في الأقاليم الجنوبية للمملكة. حيث انخرطت أجهزتها الدعائية في حملة تحريضية غير مسبوقة لتأليب الرأي العام الصحراوي ودفعه للخروج للشارع والتظاهر ضد الوحدة الترابية.

لكن جمل التحريض هذا لم يتمخض سوى عن خروج عناصر قليلة تعد على رؤوس أصابع اليدين، إذ يبدو ان اغلب الاذرع “الحقوقية” التابعة البوليساريو، أصبحت غير قادرة على التأثير في الشارع، في أعقاب انكشاف خلفيات النضال الحقوقي المزعوم وتأثره بالهزائم والإنتكاسات التي تكبدتها الجبهة الإنفصالية مؤخرا، إلى جانب انعكاس الصراعات الداخلية التي تشهدها البوليساريو في ما بين عناصرها القيادية، الذين حاول بعضهم توظيف “حقوقيي الداخل” كأذرع إعلامية في معاركهم حول مواقع السلطة الوهمية في تينيدوف.

فخلال زيارة دي مستورا الى العيون ورغم وجود توجيه سياسي ونداءات متكررة على وسائط التواصل الاجتماعي تدعو العناصر الإنفصالية للتظاهر، فإن حضور انصار الجمعيات المرتبطة بالبوليساريو كان باهتا. لم يتجاوز في الاغلب 30 فردا، بل أن اللائحة التي روجت لها ما يسمى بمجموعة النشطاء على انها لائحة الاشخاص الذين تعرضوا للاعتداء من طرف قوات الأمن المغربية، تكاد تكون هي بالضبط اللائحة النهائية لمجموع المشاركين في الوقفة.

ورغم هذا التراجع والأفول فإن بعض العناصر الممثلة لبعض الجمعيات تعمدت في آخر لحظة الدفع بنفسها الى الشارع لتسجيل الحضور وإبراء الذمة أمام الممولين، فيما اكتفى بعضهم بالترويج لصورة يدعون من خلالها أن المنزل مطوق أمنيا لتبرير عدم الحضور في الوقفة الإحتجاجية المزعومة.

هذا التراجع والأفول كان أيضا الميزة الأساسية لطبيعة اللقاء الذي عقده حوالي 33 فردا مما يسمى ب”النشطاء” مع ديميستورا، فبالرغم من وجود توجيهات بضرورة التنسيق وتوزيع الادوار فإن المتدخلين لم يستطيعوا اخفاء عمق الخلافات التي تنشب بينهم، حيث عمت الفوضى والملاسنات المرتبطة في الغالب بصراع حول المواقع المدرة للتربح، وبأجندات قبلية تعكف عليها القيادة الإنفصالية في تيندوف.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.