في الوقت الذي يشهد فيه المشهد السياسي في الصحراء مشاركة كبيرة للساكنة من مختلف شرائح المجتمع، وتفتح من خلاله الدولة المغربية الباب للنخب الصحراوية بهدف رسم المسار والاتجاه وتنزيل البرامج السياسية على ارض الواقع، عبر تعددية حزبية تأخذ في أوقات كثيرة شكل صراعات صحية، تُترجم مدى المساحة الواسعة التي حصل عليها أبناء الإقليم لوضع تصورات العمل.
نجد في المقابل ولمدة وصلت لنصف قرن جزءا كبيرا من الصحراويين يذوقون مرارة الحصار، وفرض سيطرة الحزب الواحد بمخيمات تندوف بأرض الجزائر، هذه الأخيرة تواصل بكل إمكانياتها تقوية أجنحتها المتمثلة في قيادة البوليساريو، بهدف مواصلة مشروع الدولة في فيافي لحمادة.
ومن خلال وقائع جلسة يوم الجمعة لمجلس البرلمان المغربي، جسد المغرب حقيقة احقية الصحراويون في تفعيل دور قيادي لرسم الخريطة السياسية، عبر ترأس أحد الشخصيات الصحراوية للمجلس، رفقة اطر صحراوية وأمام عشرات ممثلي الأمة من الجنوب المغربي.
مشهد يكرس حقيقة وواقعا يفرض على المبعوث الدولي والقوى الدولية النظر اليه، والعمل به كوثيقة شرعية انتجتها ممارسة الدولة وتفاعل الساكنة، لتسقط بذلك كل المخططات والمغالطات عبر مشهد كرس حقيقة نصف قرن بين واقع غرب الجدار العازل، ووهم صنعه المدلسون شرقي الجدار.
